المدارس الفقهية المالكية وتوزيعها الجغرافـــي
كان من نتائج السمعة الطيبة التي اشتهر بها الإمام مالك بن أنس، والمستوى العلمي الرفيع الذي بلغه، وكثرة التلاميذ الذين كانوا يشدون الرحال إليه من مختلف دول العالم، ويلتزمون حلقاته الدراسية الفقهية والحديثية بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، السبب الرئيس في انتشار مذهبه داخل الجزيرة العربية أولا ثم خارجها.
يقول القاضي عياض: "... فقد رحل إليه الطلاب من كل أطراف جزيرة العرب وإفريقيا والأندلس والشام والعراق وما وراء ها من بلاد فارس كخراسان وسمرقند وغيرها".
وقد برز من مجموع هذه الدول أربع مجموعات غير مجموعة المدينة، وكان لها أكبر الأثر في نشر فكره العقائدي ومذهبه الفقهي، رحمه الله، وتفاوتت هذه المجموعات بينها، وهذه هي التي سوف تتحول فيما بعد، إلى مدارس فقهية كبرى، لها أنشطتها العلمية، وأعلامها، كتبها المعتمدة، وتميزت كل منها بمنهجها الاستنباطي، وقد حصر مجموعة من الباحثين هذه المدارس وفق التوزيع الجغرافي التالي:
1- المدرسة المدنية – الأم- بالمدينة المنورة.
2-المدرسة المصرية.
3-المدرسة العراقية.
4-المدرسة القيروانية.
5-المدرسة الأندلسية.
6-المدرسة الفاسية.
وقد رتبت أعلام هذه المدارس في كتب التراجم والطبقات خصوصا المالكية عند القاضي عياض في المدارك، وابن فرحون في الديباج، ومحمد مخلوف في شجرة النور الزكية، حسب انتماءاتهم إلى بلدانهم – يعني مدارسهم - وحسب تاريخ وفياتهم، وذهب أغلبهم إلى أن هذه الطبقات أو المدارس خمسة دون احتساب فاس كمدرسة مستقلة، حيث أدمجت في طبقة أو مدرسة القيروان وعبر عنها بالمدرسة المغربية، في حين انفرد محمد مخلوف في الشجرة باعتبار كونها مدرسة مستقلة لها أعلامها واتجاهها الفقهي الذي تتميز به عن غيرها،